مدينة أور

موقع مدينة أوريعرف اليوم باسم تل المقير في جنوب العراق كان بالفعل مركزا حضاريا متقدم للغاية قبل ظهور الحضارة اليونانية والرومانية كانت أورالمركز الرئيسي لعبادة إله القمرنانا والزقورة الهائلة بنيت الى هذا الإله التي تقف حوالي 70 قدما فوق الصحراء 
كانت أورواحدة من المستوطنات أو قرية تأسست حوالي 4000 ق م من قبل ما يسمى سكان سومر الاوائل العبيديون (نسبة لتل العبيد) و قبل 2800 ق م أصبحت أور واحدة من دويلات المدن الأكثر ازدهارا وأهمية ووفقا للسجلات القديمة كانت في أورثلاثة سلالات حاكمة مدت سيطرتها على كل سومروكان مؤسس الأسرة الأولى في أور ميسانيبادا حكم حولي 2670ق م و ابنه إ-انيبادا حكم حولي 2650 ق م الذي بنى معبد نينهرسانك في تل العبيد حوالي 5 ميل إلى الشمال الشرقي من موقع أور أما الاسرة الثانية لا يعرف عنها إلا القليل والاسرة الثالثة هي سلالة الملك أور-نمو حوالي 2010 ق م التي حكمت معظم أراضي بلاد النهرين على مدى 100 عام حتى 2004ق م عندما أنتهت الحضارة السومرية بسقوط أور من قبل العيلاميين وأسر أخر ملك سومري الملك إبي-سوين 

أسم المدينة ** :

URIM5=أوريم

URIM5 هو مزيج من SES و AB -  معا أنها تشكل URIM5=أوريم.

ومن المثير للاهتمام يشير نفس الرمز SES  لتشكيل اسم نانا الاله الراعي لمدينة أور

مع URIM5 لدينا مثال آخر على مدينة أور الذي يستخدم رمزا مستمد من راية أور علامة (SES)

موقع المدينة :

أطلال مدينة أور تقع على بعد 220 ميلا جنوب بغداد و160 ميلا من رأس مياه الخليج حوالي 25 ميلا إلى الغرب منها منخفض الصحراء العلوي كان فسحة من الحصى مع تلال كلسية التي ترتفع أحيانا إلى ارتفاع التلال ولكن شيدت عليه قاعدة جوية عسكرية من الجزء العلوي لزقورة أوربرج الطوب الكبير الذي هيمن 4500 سنة ترى السهل الرسوبي في وادي الفرات إلى الجنوب ترى سلسلة من تلال طويلة من الرمل الذي تثيره الرياح التي تؤكد الخراب وترى أريدوالتي بنيت من قبل السومريين ومستوى ميت من الرمل الطيني ويمتد بقدر ما تستطيع أن تراه العين في الشمال والشمال الغربي بضعة  تلال ابرزها تل العبيد يقع ضمن حدود القاعدة الجوية الى الشرق قرى تمتد حتى سكة القطار التي تربط بغداد بالبصرة هناك ترى قطع من الاراضي المزروعة متفرقة وعلى بعد 5 أو6 أميال تبدأ القرى محتشدة ضئيلة من قبيلة الغزي وهي مبنية من الطابوق  سوى قليلا من المباني بنيت من الطين تذكرنا بغرابة بمعبد سومري قديم  بعيدا في الأفق خط أشجار النخيل علامات مجرى نهر الفرات ومحطة لتويد الكهرباء وعندها تصل لمدينة الناصرية العاصمة الادارية لمحافظة ذي قارالمدينة التي يصل تعداد سكانها لحوالي 3000000 نسمة بالنسبة الى مدينة أورحوالي 2000 ق م عندما كانت عاصمة الامبراطورية السومرية فإن عدد سكان أور إذا ما حكمنا وفقا لمدى الدمار الذي في تلك المدينة المسورة  هي ضاحية تغطي مساحة نحو 4 أميال مربعة من منازل متقاربه بشكل وثيق يجب أن يكون عددهم أكثرمن نصف مليون نسمة أما ما كان عليه قبل أكثر من ألف سنة في أيام المقبرة الملكية ليس لدينا أي وسيلة لمعرفة هذا ربما  كان أقل من ذلك بكثير في تلك الأيام النهركان يجري بمسار يفرق 14 ميلا بعيدا إلى الغرب من أور حيث يتضح من الهواء تغيير في لون وعلامات الرمل بشكل واضح إن مجرى نهرالفرات كان يجري إلى الغرب من مجراه الحالي ابتداء من جنوب مدينة السماوه متجها نحو منخفض أريدو (الصليبات) وقد كانت أريدو تقع في جهة الساحل الشمالي الشرقي من المنخفض في حين أن مدينة أور تبعد نحو 14 ميلا شرق منخفض أريدو لقد كان اغلب الباحثين يعتقدون إن نهر الفرات يمر بمدينة أور والبعض يذكر أنها تقع على ساحل الخليج  ولكن الواقع خالف ذلك إذ تبين إن نهر الفرات كان يجري إلى الغرب من مجراه الحالي ويصب في منخفض أريدوثم يخرج منه متجها نحو الجنوب الشرقي باتجاه منخفض هور الحمار وقد كان لهذا دور كبير في الموقع الجغرافي لتلك المدينتين في مختلف المجالات عبر المدد التاريخية.

يذكر العلامة طه باقر (كان لأور وأريدو ميناء إلا أنه كان على الفرات الذي كان يربطهما بالخليج وكان الفرات يمر بمحاذاة أور إلا أنه غير مجراه في العصور اللاحقة حيث يمر الان بمدينة الناصرية على بعد 20 كم شرق أور)

على هذا فربما كان يمر في أور قناة أو أثنتان تتفرعان من الفرات ترويان الاراضي الزراعي المحيطة بأور أنذاك اذ تذكر الالواح بساتين النخيل وحدائق الفواكهة قرب بوابات المدينة شمالا وجنوبا، شرقا، وغربا كانت تدهش اي زائر لها في قرون الماضية كذلك كانت حركة المرور مزدحمة على الطرق والأرصفة في ميناء أور على النهر وصولا الى المياه المفتوحة في الخليج كل شيء الآن صحراء مطلقة فسحة ملامح الطين الرمادي والرمال الصفراء والتربة الجافة من حرارة والشمس عموما لكن من بداية العام إلى نهاية العام كل شيء على حد سواء فارغ وعقيم لا ترى سوى الرمال وهياكل المعابد وبقايا القبر لكن ماتحت هذه الرمال هو أكثر بلاغة وغنى من ما ترى .

خلال فصل الشتاء القصيرفي أواخر ديسمبر وأوائل يناير كانون الثاني الرياح تهب من الصحراء الشمالية الغربية تجلب  البرد اما في منتصف الصيف قد سجلت درجة الحرارة في الظل 60 درجة مئوية والعواصف الترابية كثيفة جدا ومستمر لدرجة أنه في سنة السيئة يمكن أن  لا ترى الشمس لمدة ستة أسابيع  هذا هو الحال دائما و أبدا في أور الان التي كانت مدينة عظيمة و هو دليل على أن ظروف المناخ لم تكن نفس الشيء فالفرق  في درجة الحرارة بين أور والناصرية فقط 11 ميلا قد يكون 10 درجات وأكثر وذلك لأن الناصرية لديها حزام مزروع ويتدفق نهر الفرات بوسطها لكن في أور الرمال تعكس أشعة الشمس ولكن لا يمكن الاحتفاظ بها عندما تغيب الشمس سرعان ما تحصل لمسة برد ربما كان تغيير مسار نهر الفرات سبب لتكون أور مدينة غير مسكونه ربما لفترة الجمعيات الدينية في أور حافظت على المدينة لتكون على قيد الحياة بشكل مصطنع الى أن تضاءل عدد السكان وأخيرا سكانها أداروا ظهرهم لشوارعها الصامتة والمعابد الفارغة  لا يوجد شيء مكتوب في التاريخ المكتوب لاظهار عندما  الكارثة وقعت كان كورش ملك فارس الملك الأخير استعاد معالم المدينة في نهاية القرن 6 ق م وكان يلقى صعوبة  للقيام بذلك إذا أصبحت بالفعل غير صالحة للسكن آخر موعد للسجلات على لوح وجد في أور يعود الى العام 12 من فترة الإسكندر الأكبر وبعد ذلك لا يوجد أي ذكر لأور على الإطلاق الموقع يبدو مهجور ومبانيه كانت تتداعى إلى أكوام.

 في 1850 السيد ويك لوفتوس عضو في لجنة الحدود التركية زارأورالتل الذي دعا العرب المقير وعلى توصيته قررالمتحف البريطاني التنقيب في الموقع السيد جون جورج تايلور القنصل البريطاني فيي البصرة يعهد بمهمة في 1853 و1854 قام على العمل هناك باحثا عن أثار كالثيران الضخمة والنقوش الحجرية التي تم أكتشفها لايارد في نفس الوقت في آشور وأغلقت البعثة إلى لكن تايلور قدأكتشف في زوايا الخراب الكبير اسطوانات الملك نبونئيد ثم لأكثر من نصف قرن من الزمان كان هناك فترة راحة وترك أور مرة أخرى لبنات آوى والحمام البري التي بنى أعشاش في ثقوب الطوب لكن في الوقت نفسه فإن التوقعات من العالم العلمي قد تغيرت والتاريخ المبكر للسومريين والحكم عليه بأنه لا تقل إثارة أهمية من النحت الآشوري:

عندما القوات البريطانية بعد الحرب سيطرت على بلاد  النهرين كان للمتحف البريطاني الفرصة لاستئناف العمل بعد أن توقف لفترة طويلة وأرسلت الدكتور هنري ليأخذ المسؤولية عن الحفريات و كان نجاحه الأهم في العبيد الذي اكتشف وأيضا في أوروجد نتائج مشجعة بما يكفي لإقناع سلطات المتحف بأستمرار العمل ولكن لأسباب التمويل منع الاستمرار ثم في ربيع عام 1922 الراحل الدكتور جورج بايرون غوردون مدير متحف جامعة بنسلفانيا أتصل مع السير فريدريك كينيون لعروض التعاون وحملة مشتركة بين المتاحف فتم تشكيل في الخريف التالي فريق للعمل في الميدان وبنيت ضواحي على الموقع وبعد 11 موسم متتالي من الحفر في أور قدم مشهدا مختلفا تماما عما كان عليه كنوز كثيرة و تم اكتشاف المقبرة الملكية في أور في خريف عام 1922 في الأسبوع الأول من عمل البعثة المشتركة في أور

ناصر العراقي