إميدوكد ينشر جناحيه



إميدوكد ينتشر ذراعيه (أجنحة)

 قبل توافر النصوص كانت معرفة الدين تعتمد حصرا على الفن وكان اكثر أمثلة الفن الديني ثلاث أهتمامات:
 النجاح في الصيد وتكاثر الحيوانات وخصوبة الانسان . 
ثم نرى تصوير امرأة حاملة حملا ثقيلا و سمينة على نحو بالغ هذا الشكل للمرأة الحامل تطور الى الالهة الام  او الام الكبرى أي الكائن الغيبي الاعلى  وهو يجسد القوة الكامنة في الميلاد والامومة والخصوبة .....
يرى اغلب العلماء انه بأستثناء الالهة الام لم يرى الانسان قوى غيبية بصورة أنسانية  بل هم رأوا الجواهر الغيبية في مظاهر الطبيعة والنماذج المثالية على ذلك هي السماء والريح والشمس والقمر والعواصف والحيوانات البرية ...
المستوطنون الاوائل في جنوب بلاد النهرين  عاشوا في مناطق الاهوار والمستنقعات وكانت المياه الحلوة لديهم تمثل جوهر لان حياتهم تعتمد برمتها عليه وكانوا اذا حفروا الارض سرعان ما ينبثق منها الماء مكون لديهم فكرة عن بحر عظيم او مياه عذبة تحت الارض اطلقوا عليها اسم أبزو لم يكن في البدء كائن مشخص بل جوهر اما ان يهب الحياة او يدمرها ان فاض وبعدها تطورت الفكرة بان وراء أبزو إله له شكل إنسان يسيطر عليه ....... 
المستوطنات كانت دائما تحتاج الى حماية قوة غيبية لكي تزدهر وهكذا اخذت القوى أشكالا تجسيمية وصار لكل مدينة ألهها أو إلهتها الحارسة واعتقد ان دويلات المدن  مخلوقات أصلية لآلهتها  وان الالهة  هي التي امرت بجميع مظاهر المجتمع الانساني منذ البدء .
وهكذا أصبح لجميع القوى الغيبية تصوير بصورة إنسانية وصارت تعرف كمعبودات لكن احيانا نجد صور غير إنسانية وهي أقدم  هكذا كان لـ إنكي إله أريدو لقب سومري هو dar-abzu وعل –إبزو يعكس تصور لوحش في اهوار يطل قرناه فوق مياه الاهوار كالقصب في أسطوانات كوديا أمير لكش تصوير كيف رأي الاله في حلم  كان له جناحان مثل وحش-طائر وجزؤه الاسفل كان الطوفان ارتفاعة من الارض الى السماء وكانت الاسود على جانبيه الاله الذي رأى كوديا في حلمة يقول كما طائر إميدوكد.......
الاغلب من العلماء يرى أن هذا الطائر خيالي لماذا وأغلب علماء هذه الدراسات هم من خلفية دينية ويؤمنون بالاعمار الطويلة للآباء الاوائل ويؤمنون بقصص الأباء الأوائل وصورة جبرائيل في كتاب حزقيل وتصوير الكنيسة له .....

  إميدوكد
AN.IM.DUGUD
AN.NI2.DUGUD

في قصص بلاد النهرين صورانه مخلوق شكلة نسربرأس أسد يمكن ان تظهر الحيوانات جنبا إلى جنب معه في كثير من الأحيان في فن بلاد النهرين من الفترة المبكرة فصاعدا يصور كما مظاهر للقوى الشيطانية التي تشكل خطرا ولكن ليس بالضرورة الشر.
تم العثور على نسر برأس الأسد في العديد من القطع الأثرية من العصر السومري القديم أما في وضع هجوم  أو شاخص بين حيوانات برية..
كذلك مثل العواصف الرعدية خلال العصر السومري القديم أصبح مصوربصورة بشرية (نصف طير- نصف رجل) وأخيرا على شكل حيوان صورفي مظهر مجسم (نينكرسو) واعتبر أخيرا أن يكون الشر.
اقوى الراوبط مع تصوير إميدوكد تأتي من لكش والارتباط مع تصور الاله الراعي لدولة المدينة حيث يمكن ان نرى نينكرسو يمسك طائر بيده على مسلة العقبان كذلك كوديا في النصوص أنه زين معبد إي-نينو بتماثيل هذا المخلوق
في النصوص الادبية كما في قصة إنمركار ولوغال-بندا نجد انه يسكن في قمم الجبال العالية التي لا يمكن الوصول اليها يرعى الثيران البرية لوغال-بندا البطل يدرك انه عليه التعامل بقدر كبير من الحذر مع هذا المخلوق فيوقر صغاره ويعده بالدعوة لعبادته في سومر.
ايضا نرى هذا يتكرر في قصة رحلة نينورتا الى أريدو حيث قيد الى أبزو من قبل إميدوكد الذي قدم له صداقتة ورعاة مقابل صناعة تماثيل له وعبادته في سومر ....
في المصادر الجزرية نرى ارتباط هذا المخلوق مع الشر حيث صورعلى أختام بصورة عدوانية مع البطل العاري وفي النصوص البابلية نجد قصة إميدوكد وألواح القدر التي سرقها من إنليل عندما كان يستعد للحمام فصار لديه سيطرة على المؤسسات الطقوسية والإغيغي فهذا التحول المفاجئ في النظام الكوني له نتائج مأساوية فالأنهار تجف والآلهة عاجزون تماما ويحاولون  تعين شخص للتغلب على إميدوكد الذي كان قد أنتقل جوا الى الجبال ولكن لا أدد ولا شارا قادرين على ذلك فدعا إنكي الحكيم مساعدة الآلهة في محنتها  فاستجمعها والى الإلهة الام ويتوسل لتقديم ابنها نينورتا وافقت الآلهة وأمرت نينورتا للانتقام من محنة والديه ويرحل بأخلاص مع الرياح السبعة يواجه إميدوكد في الجبال لكن أسلحتة لا جدوى لها  و غير فعالة ومع التعويذة السحرية يحاول مرة أخرى نينورتا ليعود الى مواجهة ثانية مسلح هذه المرة بالظلام والنار ويهزمه نينورتا وينهى الفوضى في الكون ومن حينها كانت لنينورتا مكانه مميزة في البانتيون الالهي كذلك اصبح هذا الطائرتحت حكمة ورمز له ...
الان لدينا مصادر من القصص والقطع الفنية السومرية تشير الى أن هذا الطائر يرتبط مع نينكرسو/نينورتا 
غالبا ما يظهر نينكرسو/نينورتا ماسكا قوس وسهم وسيف منجلي أو صولجان اسمه شرور( شرورهذا قادر على الكلام في القصص السومرية يمكن أن يتخذ شكل أسد مجنح )
طائر إميدوكد في القطع السومرية 


*افريزمعبد تل العبيد


 معبد تل العبيد معبد مخصص الى الالهة الام نينهرساج(نینخرساك) الذي شيده إ-انيبادا ملك أور هذا المعبد كان يصور ازدهار الحياة الدينية  في حينه نظرا للهندسة المعمارية التي بذلت في عملية انشائه كانت هذه القطعة تزين مدخل المعبد وهي نحت بار من النحاس يصور طائر برأس أسد وقد أمسك بمخالبة زوج من الغزلان قياسات اللوحة هي 259.08x 106.68 سم معروضة في المتحف البريطاني تحت الرقم  BM/114308 النظر الى ملامح وجهة الاسد في الطائر نجد تشابهة مع عديد من الرؤس التي وجدت في المعبد وبقايا كسر النحاس نستنتج وجود لوحات أخرى من نفس النوع 
يمكن ربط رمزية إميدوكد هنا مع إنليل لكن هي أقرب الى الاله شولبيا زوج نينهرساج(نینخرساك) الذي ترد اوصافه في الترانيم بالمحارب والعاصفة المرعبة وهو اله الحرب والنباتات والبساتين والحيوانات البرية .. ابقي على احتمال ان الرمزية تمثل انليل

*قطعة النحت البارز من تل العبيد


لوح جبسي قياساته(الطول: 14 سم,العرض 13.7 سم ,السمك: 2 سم) معروض في المتحف البريطاني تحت الرقم BM116758 يصور من خلال النحت البارز طائر إميدوكد يقف على ثور برأس بشري هيئه الثور نرى وجهه الى الامام وحركة تموج الجسم تصور وقوفه على مرتفع حيث نرى ثلاث دوائر متداخلة تمثل العلامة kur في اشارة الى ارض أجنبية المثير أن هيئه الثور هو من فصيلة البيسون يكثر في أمريكا وأوروبا(ثور البيسون بالسومرية alim) هذا الثور دائما ما يرتبط مع الاله أوتو نعم التصوير مربك قليلا لكنه يحتار الى تدقيق أكثر اذ ان البيسون يصور العدو من الاراضي الاجنبية و إميدوكد يصور الاله المحارب وهذا ما نراه ايضا في راية أور الملكية لنرى مشهد راية أور كاملا
في الصورة الاولى كبش يتغذى من فروع شجرة عالية يحدث هذا التصوير في العديد من القطع السومرية لانها رمزية ذات مدلول عميق عند السومريين هوية المخلوق تالفة على اليمين لكن تظهر القدمين بحوافر وذيل ليس معروفا قد يكون "الثور/الرجل" وهو شخصية متكررة في الفن السومري في الصورة الوسطى صبي سومري و هو يقدم عرض طقوسي للكبش ثم العدوالذي يرتدي تنورة الزاوية التي تختلف عن التنورة السومرية المهدبة(نعرف انه العدو لانه يرتدي نفس التنورة التي يرتديها الاعداء على جانب الحرب من راية أور) ما يفعله مع الكبش واضح وقد تضررتماما ما كان يحمل في يده ولكن في النهاية يبدو مثل الحلقة من سيف أو خنجرربما صوره الفنان بنفس الطريقة التي تظهر نقاط الرمح عبر عباءات الجنود السومريين العدو هنا رمزيا يعني الاستفزازات التي أدت إلى الحرب ثم في الصورة الاخيرة كبش غير واضح وتحيطه على جانبيه النسر-برأس أسد يهاجم الثوربرأس رجل وهو دلاله موحية الى "الحرب" يصور أحد الاشخاص بلباس يختلف عن لباس السومريين المتعارف دائما 

وصفت لوحات النهاية في راية أور بـ "مشاهد خيالية" لكنها تصور معنى أعمق

*صولجان إين-أنا-توم الاول
رأس صولجان من الحجر الابيض على تحت باز يصور طائر إميدوكد يعني الاله نينكرسو وتوجد ثلاث شخصيات تمثل إين-أنا-توم وهو الاكبر بين الشخصيات كما في الصورة التالية
نص الصولجان"لنينكرسو من معبد إي-نينوعامل إين-أنا-توم حاكم لكش بارا-كي-سوموم الوزيرلحياة سيده إين-أنا-توم كرس هذا الصولجان "

*مزهرية الفضة الى إينتيمينا من دودو الكاتب

مزهرية فضية قاعدتها نحاس من جيرسو محفوظة في متحف اللوفر تحت الرقم AO2674 وهي مكرسة من دودو كاتب ووزير إينتيمينا* حاكم لكش وتظهر هنا الرمزية المعقدة لهذا المخلوق رمزية بين إنليل وابنه نينكرسو ونص أهداء هو
"لـ نينكرسو محارب إنليل إينتيمينا حاكم لكش أختاره قلب نانشي الحاكم العظيم لـ نينكرسو ابن إين-أنا-توم إنسي(حاكم) لكش الملك الذي أحبه نينكرسوهذه المزهرية من الفضة النقية  كرسها الى نينكرسو انه جعلها له ولحياته من قبل نينكرسو من إي-نينو معبده عندما كان دودو سانغا(كاهن) معبد نينكرسو"
في المزهرية يظهر طائر إميدوكد مرة مع الاسود ومرة مع الغزلان كما في افريز تل العبيد اضافة الى العجول الجالسة التي تمثل القرابين المقدمة الى الاله نينكرسو..
طائر إميدوكد هو تصوير للعاصفة وانليل اله ارتبط مع العواصف كما يصور في احد النصوص "انليل هدير العاصفة" ويشار إلى إنليل كعاصفة وعادة ما تكون في سياق تدمير أوسع وبما ان الطائر هو تصوير للعاصفة اقترح انه كان مرتبط مع انليل في السابق قبل ارتباطة مع نينكرسو/نينورتا (قصة سرقة لوح الاقدار)

كتابة الاسم 
إميدوكد هي الكلمة السومرية التي تطلق على الغيمة الثقيلة غالبا ما كانت تقرن العواصف الجبلية برقع الغيوم السود


AN.IM.DUGUD
im= عاصفة
dugud= ثقيلة
im.dugud=muru9 تعني عاصفة ممطرة/ضباب/غيم
في النصوص التي تتعلق بطائر إميدوكد نجد الكتابة AN.NI2.MI
 من فترة لوغال-اندا حاكم لكش
d}inanna-(AN.NI2.MI)mušen}
من فترة الامير كوديا أمير لكش
e2-ninnu (AN.NI2.MI)mušen-babbar2-ra-ni
من من فترة شو-سوين ملك أور
d}lamma-lugal (AN.NI2.MI)mušen babbar2}
عادة ما يترجم AN.NI2.MI)mušen babbar2) بطائر الرعد الابيض لكن هذا مصطلح يستخدم في دراسة علم الطيور الخفية الذي يعني بدراسة مخلوقات غير مؤكدة 

كما في خط كوديا نرى انه يترجم طائر الرعد الابيض ....***....

e2-ninnu (AN.NI2.MI)mušen-babbar2

هنا اسم معبد نينكرسو كان المعبد الأكثر شهرة لنينكرسو e2-ninnu يعني "بيت الخمسين" التركيب الكامل من الاسم كان e2-ninnu (AN.NI2.MI)mušen-babbar2 ويترجم "بيت الخمسين طائر(إميدوكد)البيضاء" أو الأفضل "إي-نينو 'الطائر(المشرق/الساطع)' الطائر اشارة الى إميدوكد الذي هزم من قبل نينكرسو/نينورتا وهنا يشير الى التمثيل اي "ninnu '' خمسون 'يشير إلى 50 من الأمثلة" التي يمكن أن يتباهى بها معبد نينكرسو.


ناصر العراقي
2009 ©

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق