الملوك الرعاة

نشأت الحضارة السومرية عندما كان بقية العالم لا يزال يعيش في العصرالحجري وازدهر السومريين على الرغم من عدم وجود العديد من الموارد الطبيعية لم يكن لديهم ثروة معدنية كثيرة ولم يكن لديهم إمدادات وفيرة من الخشب لم يكن لديهم حتى الكثير من الحجر لكن استمر السومريين آلاف السنين وهم محاطين بالكثير من الأعداء.

لماذا السومريين كانوا أول من اخترع الحضارة؟
لماذا ازدهرت حضارتهم بالرغم من عدم وجود العديد من الموارد الطبيعية؟
لماذا استمرت حضارتهم لمدة طويلة؟

كان أول تجمع حضاري كبيرفي بلاد النهرين هو مدينة أوروك حوالي 3000 ق م هنا انطلقت بعض السمات التاريخية المميزة لبلاد النهرين:
الاختام الاسطوانية
نظام الكتابة 
الطقوس الدينية
مختلف الأشكال الفنية والمعمارية . 
ومن السمات الأخرى للحضارة* في بلاد النهرين في الفترات التاريخية المبكرة كانت دويلات المدن المستقلة التي تقاوم لإنشاء قوة سياسية مركزية قوية فكانت أوروك بحكم حجمها تلعب دورا مهيمنا في جنوب البلاد.
 أوروك المدينة التي تمتعت باكبراتساع لكن الانجازالذي قامت به  هو أستثمار تطورات كانت قيد الاستعمال في أماكن كثيرة في وادي الفرات وتمكنت من القيام بهذا بسبب البيئة الصالحة على نحو استثنائي فما ان تمت السيطرة على نظم الري حتى اعطى الفرات مدن الجنوب كميات لا حد لها من الماء ضمنت اضافة الى خصوبة التربة حصيدا وفيرا فرخاء أوروك القديمة جذب الهجرة اليها من المستوطنات المحيطة ما أدى زيادة في عدد السكان الامر الذي وفر التخصص المهني 
أوروك المدينة الكبيرة في سومر والعالم لذلك كانت البداية الثانية للحضارة السومرية  نشأت أوروك وغيرها من المدن السومرية حول المعابد الكبيرة الأولى لذلك كانت المدن تدار في الأصل من قبل الكهنة وفي وقت لاحق عندما أصبحت دول المدن أكثر قوة وتنافسية كان يحكمها الملوك الذين يمكن أن يتعاملوا بشكل أفضل مع المسائل الدنيوية كما يستطيع الملوك قيادة جيوش كبيرة لمحاربة المدن السومرية الأخرى والحماية من الغزوات الأجنبية في هذه الأثناء وفقا للنظرية السائدة كان حكم أوروك فقط من قبل الكهنة وقبل أن يحكمها في وقت لاحق الملوك كان الدور لـ الملوك/الكهنة او الملك الراعي حسب المفهوم السومري للملكية .
الملك/الراعي:
في القصص السومرية الاله دموزي زوج إنانا كان راعيا للغنم ويشار بالمجاز الى جميع الالهة بالرعاة في النصوص السومرية نجد في قائمة الملك السومرية أثنان من الملوك وردت اسمائهما حرفيا مع عبارة الراعي إيتانا الراعي ملك كيش ولوغال-بندا ملك أوروك وفي المراحل المتقدمة نجد في النصوص الملكية عبارة الراعي مثلا من نصوص اميرلكش كوديا 
sipa zi gu3-de2-a
الراعي الصالح كوديا
انا افضل ترجمتها "الراعي الحقيقي كوديا" لانه كان نموذج التقوى والفضيلة
وفي نصوص ملك أور شولكي نجد
na-gada sipad saĝ gig2-ga-me-en
أنا الراعي ,راع ذوي الرؤوس السوداء
كوديا وشولكي أعربا عن قلقهما إزاء العدالة الاجتماعية خلال حكمهما ازدهرت الحكمة والتعلم والفنون أحبا السلام وعملا بلا كلل من أجل الآلهة ورفاهية شعبهما...
كان عهدي كوديا وشولكي في نهاية التاريخ السومري لكن فكرة الراعي الملكية تعود بأصولها الى أوروك بداية تاريخ السومريين الفعلي كان هذا عندما أخترعت الكتابة لأول مرة وعندما بدأ المفهوم السومري حول الملكية في الظهور.

الراعي والمدلول اللغوي:
(sipad (sipa
الراعي
تتكون العلامة من جزئين
PA= عصى
UDU= الاغنام
ليس من الصعب أن نتصور مزج  هذين العلامتين يمكن أن يعني الراعي كما لو صورنا مثلا الجمع بين الرجل + المطرقة = النجار يكون منطقي
 الان أن نقول sipa هي الكلمة السومرية التي تدل على الراعي لكن هي تعني راعي اي حيوان يمكن ان تشير الى راعي الماشية او الخيل او الخنازير لكن في سياق الملك تشير الى راعي الاغنام لان راعي الاغنام يكشف معظم المعنى مقابل اي راعي أخر فالراعي في سياق مفهوم الملكية السومرية تشير بشكل رمزي لان الملك رعيته الشعب لانه توجد علاقة تكافلية بين الراعي وقطيعة الذي يسر به الى مراع أكثر أخضراراويحمي قطيعه من الحيوانات المفترسة ولهذا الاغنام تطيعه من طيب خاطر .

فالملك الراعي هو راعي الشعب  يميل الى تأمين العديد من احتياجاته ويؤمن الحماية من خطر العدو الاجنبي في المقابل يحصل عن طيب خاطر على ولاءهم وطاعتهم.
sipa lugal
الملك الراعي
من هو الراعي الحقيقي
متى ذكرت كلمة الملك الراعي في السجلات التاريخية السومرية؟
أول إشارة إلى الملك الراعي في النصوص السومرية تعود الى أوروكاجينا هذا ليس مستغربا جدا لأن أوروكاجينا أفضل مثال على مفهوم الملك الراعي السومري وتذكر النصوص أن الإلهة بابا حملت أوروكاجينا لرعايته للأمة ما يثير الاهتمام هو أن ملوك أوما في هذه الفترة نفسها يطلقون على أنفسهم أيضا الرعاة كانت أوما ولكش في حالة حرب لأجيال و لكن ملوكهما أشاروا إلى أنفسهم على أنهم رعاة وهذا يعني أن مفهوم الملك الراعي كان راسخا بالفعل في كل سومر.
أوروكاجينا كان ملكا في فترة الاسرات المبكرة الثالثة ب أي بعد حوالي 650 سنة من نهاية فترة أوروك ومع ذلك لا توجد أية إشارات إلى الملك الراعي خلال السنوات تلك ويبدو أنه إذا كان مفهوم الملك الراعي نشأ في فترة أوروك فإنه سيتم ذكرها في مكان ما في الكتابة السومرية خلال ما يلي
فترة الاسرات الاولى
فترة الاسرات الثانية
إذا ظهر مفهوم الملك الراعي في فترة أوروك فلماذا لم يذكر خلال 650 سنة في وقت لاحق؟
هناك سبب وجيهة لذلك لانه يوجد عدد قليل جدا من القطع الأثرية السومرية نجت من التآكل خلال السنوات ال 5000 الماضية على سبيل المثال أحصاء سريع للنصوص الملكية في بلاد النهرين حيث تشير المراجع المكتوبة عن التحف من فترة أوروك  صفر و قطعة أثرية واحدة فقط من الاسرات الأولى و الاسرات الثانية  اما فترة الاسرات المبكرة الثالثة أ  لدينا 23 فقط  ثم هناك قفزة كبيرة في فترة الاسرات المبكرة الثالثة ب  مع 1،135 نص ملكي.
والأهم لماذا الملك الراعي لا يظهر في الكتابة السومرية في أقرب وقت ممكن وذلك لأن الكتابة السومرية لا تزال في طور الابتكار بدأت الكتابة الأولية في فترة أوروك وتطورت ببطء خلال فترات الاسرات الاولى والثانية اضافة الى أنها في البداية كانت جدا بدائية و كان لايمكن فهمها تقريبا حتى من السومريين أنفسهم لم تكون اللغة السومرية المكتوبة في وقت مبكر مناسبه تماما للكتابة السردية (التاريخ/الأدب) التي تستخدم لغة معقدة للتعبيرعن الأفكارالمعقدة وكانت تستخدم أساسا للمحاسبة والتي تحتوي في الغالب الأسماء والأرقام ومع ذلك فإن العديد من أبسط نصوص المحاسبة من هذه الفترة تبقى غير قابلة للترجمة وهذا هو السبب في أن نصب بلاو لا يزال غير مترجم بعد 5000 سنة من كتابته لذلك لم يتمكن ملك أوروك من إصدار "بيان صحفي" باستخدام الكلمة المكتوبة للإعلان عن سياسته في كونه الراعي الصالح لشعبه ومن ثم نتوقع من الجميع أن يعرف عن ذلك أولا وقبل كل شيء لم تكن اللغة المكتوبة مناسبة لهذا الغرض وثانيا لم يكن الكثيرمن الناس يستطيعون قراءتها حتى لو أراد الحصول على فكرة التعبيركان يفعل ذلك عن طريق اللغة البصرية هذا هو السبب في أن هناك الكثير من صور الاختام تظهرمشاهد رعاية وتغذية الحيوانات أو مظهر المحارب الذي يحمي قطعانه أو شعبه.
الكتابة على نصب بلاو ليست قابلة للترجمة ولا يعرف الغرض من القطع الأثرية وفقا للمتحف البريطاني يبدو أن اثنين من الالواح الحجرية تشكيل زوج
على الرغم من أنه ليس كذلك فمن المقبول أنه يسجل معاملة تم فيها تبادل الأراضي و سلع مختلفة قد يمثل نصب بلاو شكلا مبكرا من كودورو ما بين النهرين أو حجر الحدود لكن كما نلاحظ هناك صورتين الكاهن/ الملك على نصب بلاو في الاعلى يحمل كائن مجهول وانه يرتدي غطاء رأس بوضوح في الاسفل الكاهن ويقدم خروف أو الماعز وربما كعرض التضحية ....من خلال الكتابة هذا الجزء من نصب بلاو أقدم بكثير من الجزء في الاعلى.

أختام الملك الراعي من أوروك :
الملك الراعي وكاهنا يغذي القطيع المقدس من إنانا يرتدي تنورة احتفالية وغطاء الرأس
الملك الراعي تغذية القطيع المقدس من إنانا يظهر رمزها واضح للعيان في منتصف هذا الختم.
مرة أخرى مع الحيوانات ويبدو أن الحيوانات هي دائما في وجود الملك الراعي 

انطباع ختم اسطوانة يظهر الملك الراعي يردتي غطاء رأس مع الخنازير (سيبا كلمة سومرية للراعي يعني راعي أي نوع من الحيوانات حتى الخنازير) الراعي  معه زوجين من الكلاب (كلاب الصيد/ اكلاب الراعي) ذكر كلاب الراعي في حلم دوموزيد  خطوط 95 - 97
ملك راعي غير معروف يردتي غطاء رأس في قارب أحتفالي لديه تمثال مقدس للثور أو هيكل الثورأو ربما انه مجرد الثور
حتى عندما يكون على متن قارب الملك الراعي تكون الحيوانات  معه.

لماذا يظهر الملك الراعي مع الحيوانات؟ 
من المؤكد هذا لا يظهر أن الملك على انه شخص طيب بالطبع بعض من الصور الحيوانات يمكن أن تتصل مع وظائف الكاهن و تغذية القطيع المقدس وتقديم التضحيات وما إلى ذلك ولكن الملوك السومريين الآخرين مثل جميع الملوك في العالم القديم كان لهم واجبات كهنوتية أيضا ويظهر أنهم يؤدون الشعائر الديني يجتمعون مع الآلهة وتكريس المعابد الجديدة لكنها ليسوا محاطين باستمرار بالحيوانات بنفس الطريقة التي يظهر بها ملك أوروك باستمرار مع وجود الحيوانات .

الملك الراعي لا يظهر مع الحيوانات فقط نرى القطع التالية
مسلة أوروك
ملك أوروك يستخدم الرمح والقوس والسهم لاصطياد الأسود هذه بداية تقليد طويل من تصوير الملوك المشاركين في صيد الأسود أسمر هذا التقليد عبر التاريخ حتى العصر الحديث
المقصود من هذا التصوير أظهار الملك قوي وشجاع في هذه الحالة كما أنها تخدم غرضا آخر:
 الملك الراعي يحمي قطيعة عن طريق قتل الأسود المفترسة الجزء الخلفي من المسلة دمر تماما ولكن هناك احتمال جيد أنه في الأصل أظهر قطيع الحيوانات التي يدافع عنها الراعي.
وهذا يؤكد جانبا مختلفا من الملك الراعي هنا أستحضار صورة لشخص سلمي ورعوي مثل صورة الملك السومري يحمل خروف نعم الراعي هوالوصي اللطيف من قطيعه لكنه أيضا حاميهم لذلك كان الملك الراعي أيضا قائد عسكري صعب ليس كل وقته عن "الحب والسلام"مثل الملك المسالم الذي لا يدوم حكمة خمس دقائق في العالم القديم ...... لذلك لم يكن الملوك السومريون مجرد رعاة محبين للسلام كانوا أيضا محاربين
انطباع ختم من أوروك
على هذا الانطباع الملك يهاجم الجيش من قوة أجنبية معادية في حين انه يحاصر مدينتهم يحاول جندي من العدو سحب السهم من فخذه بينما تلقى جندي آخر جرح مؤلم ومهين في مؤخرته وكثيرا ما تكهن العلماء على التجاعيد او التموج الزخرفي على جانب المبنى أود أن أقترح أنها هي في الواقع النيران المبنى محترقوربما المدينة كلها 
تفاصيل الختم اعلاه
هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يظهربها القوس والسهم المستخدم في القتال هو مجرد واحد من الاختراعات التي لا تعد ولا تحصى التي يمكن أن تنسب إلى السومريين
انطباع ختم اخر
المشهدين منفصبين تماما 
وتظهرهذه المشاهد الملك الذي يفتش أسرى الحرب إن الأسرى مقيدن بحبال وهم يجلسون أو مستلقين على الأرض نرى أحد السجناء يطلب الرحمة وكثيرا ما يوصف المشاهدان على أنهما "ضرب السجناء" بالنسبة للمشاهد المعاصر قد تبدو هذا بمثابة فظاعة ولكن المشاهد تمثل شيئا آخر تماما...
 أسرى الحرب لا يتعرضون للجلد أو للضرب بل يتم ربطهم بحبال و / أو يتم وضع نير في رقابهم كانت مشاهد أسرى الحرب شائعه في جميع أنحاء بلاد  النهرين القديمة .

لم يكن الملك السومري يواجه مشكلة في تصوير نفسه بأنه لا يرحم في القتال لكنه لن يظهر نفسه في وضع الهدوء في الوقت الذي يتعرض فيه السجناء العزل للجلد والضرب  لانه لم يكن مجرم حرب ولا حتى بسبب المعايير القاسية للعالم القديم حيث كانت الحرب كلها حربا شاملة في ذلك الوقت كانت الحرب أقل تحضرا.
في الاختام تظهر لغة بصرية من ملك أوروك هو المقصود هويته كراع كما الوصي وحامي قطيعه الشعب لم الملوك في وقت لاحق الملك لا يحتاج إلى وجود الحيوان و يعرف نفسه وبحلول ذلك الوقت كانت غطاء الرأس (قبعة الراعي/تاج الملك السومري ) وحده كافي ليرمز الى دوره كملك راعي لأن هذا المفهوم قد تم إنشاؤها منذ فترة طويلة من قبل ملك أوروك..

قبعة الراعي تاج الملك السومري
في كل الاختام أعلاه نرى ان الكاهن/ الملك يرتدي غطاء رأس يشبة العقال 
تمثال "الكاهن/ الملك" التمثال هو جزء من مجموعة مطابقة مؤرخة الى فترة أوروك يتم تقديم التماثيل عارية في أسلوب بسيط جدا ومجردة وفقا لمتحف اللوفر حيث يتم الاحتفاظ بالتماثيل على رأس الكاهن الملك هو ما يبدو  قبعة أو عقال واللحية مستمرة مع الشعرلا توجد خطوط على  الرأس لإظهار أنه شعرلا توجد خطوط على اللحية....
 النمط المجرد البسيط لهذا التمثال يجعل من الصعب تمييز الطبيعة الدقيقة لرأسه لكن في العديد من صور الكاهن الملك  يمكن للمرء أن يجادل بأنه يرتدي قبعة أو عقال أو قبعة مع عصابه رأس لكن ما يرتديه  الكاهن الملك هنا قبعة وليس عقال وذلك بسبب:
إذا كان العقال هو تاج الملك السومري النموذجي يبدو أن نفس التاج قد تظهر في مدن سومرية أخرى و في فترات أخرى من التاريخ ولكن لا توجد أي أمثلة معروفة لملوك سومريين في وقت لاحق يرتدون العقال البسيط كتاج ولا حتى في أوروك.
ولم يلبس الكهنة السومريون العقال كانوا في كثير من الأحيان عراة وفي أغلب الاحيان  لم يرتدوا أي نوع من غطاء الرأس
كان العقال البسيط عادة غطاء الرأس للكاهنات الإناث
كاهنة عالية من أور
لا يظهر العقال أبدا على الكهنة الذكور و إذا كان العقال علامة الكاهن لا توجد اي امثلة اخرى قد تظهر في أوروك أو في مكان آخر.

الكاهن/ الملك من أوروك يرتدي قبعة  عالية جدا
 أقترح نظرية جديدة حول هذا تمثال الكاهن/ الملك في أوروك.
لم أسمع من قبل ولكن أود أن أقترح أنه يرتدي قبعة الراعي عالية وسميكة الحواف وهي ليست كما القبعات التي ارتداها الملوك السومريين في وقت متأخر ولكن ربما تشبه إلى حد بعيد القبعات الريفية التي يرتديها الرعاة العاديين وكانت التصميمات المبكرة من قبعة الراعي  كانت سميكة ولكن ضيقة تظهرما بعض الأمثلة الأخرى في الاختام اعلاه.
تيجان كوديا وأور-نمو هي إصدارات مختلفة من قبعة الراعي
واعتبر الراعي نموذجا يحتذى به للملك وقد وصف الملوك السومريون بشكل روتيني بأنه رعاة شعبهم وكان تيجانهم بلا شك أطول وأكثرغنى من قبعة الراعي الحقيقي الذي أعطى الملوك مكانة أكبر وجعلهم أكثرملكية ولكن تيجان العديد من الملوك السومريين الآخرين كانت أكثر تواضعا في المظهر تماثيلها أقرب إلى القبعات الأصلية التي يرتديها الرعاة في هذا المجال.

أخيرا
اؤكد أن مفهوم الملك الراعي قد انتشر بالفعل من أوروك لبقية سومروالمثالية السومرية للملك الراعي تنتشر في بلاد  النهرين وستستمر لعدة قرون بعد أنتهاء حضارة السومريين .
لم يكن مثال الملك الراعي مجرد حيلة دعائية يستخدمها الملوك السومريين لاظهار أنفسهم بشكل مقبول ومحبب بل كان جانبا متأصلا بعمق في الثقافة السومرية لاننا نرى  حتى بعد غزوسرجون لكامل البلاد حكم سومر وحكمت سلالته 200 عام الفترة التي مثلت العصور السومرية المظلمة التي ولم يعدوا مسؤولين عن مصيرهم وهويتهم الثقافية الخاصة لكن بعد 200عام استعادوا  استقلالهم وانقضت  العصور المظلمة وبقيت ثقافتهم و حضارتها سليمة بعد العصور المظلمة كانت النهضة و بدأت من جديد الحضارة السومرية بقيادة  الملوك الرعاة كوديل وأور-نمو وشولكي.
فحقيقة لماذا السومريين كانوا أول من اخترع الحضارة؟
ولماذا ازدهرت حضارتهم بالرغم من عدم وجود العديد من الموارد الطبيعية؟
ولماذا استمرت حضارتهم لمدة طويلة؟
هناك سبب واحد فقط لآن الملك الراعي كان موجود منذ بداية الحضارة السومرية 
لذلك من المستغرب أن السومريين في فجر التاريخ عندما بدؤوا في الحضارة وضعوا نظرة حديثة متنورة من الملكية والحكومة وهي الملك الراعي

ناصر العراقي
......................
*الحضارة مشتقه من الكلمة الرومانية سيفيتاس بمعنى (المدينة) وكانت المدن الكبرى الأولى في العالم سومرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق