منتجات الألبان في المجتمع السومري

الأبقار والحليب والدين
مشهد حلب الابقار من معبد نينهرساج في تل العبيد
أقرب أدلة وثائقية للحصول على تفاصيل من منتجات الألبان تأتي من بلاد النهرين في الفترة التي سبقت 3000 ق م والدليل على هذا مستمد من النصوص الإدارية المسمارية أواخر فترة أوروك ويلاحظ أن الإشارات إلى دهون الألبان والأجبان غائبة تقريبا من نصوص أوروك الرابعة 3200-3100 ق م ولكنها تصبح وفيرة خلال فترة أوروك الثالثة 3100-3000 ق م قد يشير هذا إلى التوسع في استخدام منتجات الألبان في هذا الوقت بالذات في بلاد النهرين كانت الابقاروالماعز هي الحيوانات الرئيسية  المنتجة للألبان ولكن هناك أدلة أقل عن حليب الأغنام في سجلات منتجات الألبان تميل إلى الانخفاض في الفترة البابلية القديمة 2000-1600ق م وفصاعدا ونادرة في المصادر البابلية أو الآشورية الابقار لم يحتفظ بها في المقام الأول لحليبها ويبدو دورها الرئيسي توفير الجر والنقل وينعكس هذا في قيمتها النقدية كما تسجل النصوص البابلية القديمة بسعر 7 ⅔ شيكل للبقرة الحلوب  مقارنة مع 12 شيكل لثور....

كان الحليب سرعان ما يتحول الى حامض في المناخ الحار في جنوب البلاد ونتيجة لذلك لا يبدو أنه قد تم استهلاكه إلى أي حد كبير من قبل الكبار كان الغذاء الرئيسي للأطفال الصغار وقدم  في عروض الاحتفالات الدينية مثل تقديم القرابين للآلهة ولكن يتم معالجته بشكل رئيسي لأنتاج الزبد والجبن وتشير النصوص المبكرة الى الزبدة والجبن السومري المصنوع من الحليب المتخمر (الرائب) ثم يخض الحليب في أوعية خزفية او من جلد حيوان كما الماعز المستخدم في صنع الزبدة التقليدية ونادرا ما يتم ذكرها في النصوص السومرية المبكرة علما بأن الزبدة يتم صبها وتخزينها في أوعية مماثلة لغيرها من السوائل إلى أن الزبدة تستخدم لتشكيل "السمن" سيكون لأول مرة وقد تم إنتاج الزبدة في شكل صلب ثم الغلي لإزالة محتوى الماء في الزبدة الصلبة الذي يتسبب بدوره برائحه الزنخ ولكن التحويل إلى السمن (الدهن الحر) يزيد الامد لمدة تصل إلى سنة تم استخدام السمن كعنصر في الطهي وكذلك صب على الخبز وكان أيضا له استخدامات غير الطهي ويشير أحد نصوص اور الثالثة 2112-2004 ق م  تم استخدامه في طلي هياكل القوارب ...
جاء الجبن السومري المبكر من بقايا اللبن بعد عملية الخض واستخراج الزبدة أن الجبن لم يكن الجبن المألوف لدينا باستخدام منفحة الحيوان بل تصنع كرات من اللبن تجفف هذه الكرات من اللبن التي يمكن سحقها الى مسحوق ويخلط مع الماء لإنتاج الحليب في العصر الحديث هذا يمكن أن يتم عن طريق  اللبن المملح وربما يخلط مع مواد نباتية لإضافة نكهة ويوضع في كيس من القماش لعدة أيام لتخلص من السائل الى خارج وترك البقايا الصلبة التي يتم إرجاعها إلى كرات صغيرة وتجفيفها بشكل أكبر في الشمس وهذا مسحوق الحليب نوع من الجبن يمكن أن يظل لسنوات أو حتى عقود 

تشيرنصوص اور الثالثة الى أن البقرة يجب أن تسلم سنوي 5 سيلا من الزبدة و7½ سيلا من الجبن في العام سيلا تقريبا ما يعادل 1 لتر من الممكن أن تنتج مثل هذا القيم من حوالي 100-200 لترا من الحليب أن هذا يمثل الإنتاج السنوي الفعلي للبقرة السومرية التي من شأنها أن يكون منخفضة للغاية  ومع ذلك هذا لا يشمل الحليب الضروري لتغذية العجل والبقر وربما يستثني أيضا نسبة من الحليب التي يحتفظ بها الراعي للاستخدام الخاص له في الدفع للعمل وتوفير العلف للحيوان.
قدمت منتجات الألبان للآلهة وتشكيل جزء بسيط من مجموعة أكبر بكثير من العروض اليومية من الغذاء هذا هو الدور المحوري الذي لعبته في الاحتفالات الدينية كنوع من القرابين 
مشهد من راية أور الملكية 
مع ذلك فإن الحقيقة أن أقرب تصوير مشهد الألبان يأتي من فترة الاسرات المبكرة 2650 ق م  من معبد تل العبيد حيث يوكد ان منتجات الألبان لها بعض الأهمية الدينية نرى إفريز معبد نينهرساج يصور حلب الأبقار بحضور صغارها على جانب واحد و صناعة الزبدة والاجبان في الجانب الاخر
على غير العادة صورت الأبقارانها تحلب من وراء كما هو معتاد للماعز والأغنام  ويمكن أن يشير التصوير استغلال حليبها قبل استغلاله من صغارها لهذا الغرض بدلا من ذلك ارجح انها لا تحلب الى عندما تكون صغارها امامها ...
نينهرساج المعروف أيضا باسم نينتو " أم الأرض " يشار إليها في قصة إنكي ونينهرساج باسم "أم البلاد" في هذه القصة  انها هي "مزيج غريب من الأم والقابلة" اسم نينتو يعني حرفيا "سيدة الولادة" ونعوت لها تشمل "الالهة الرحم /أم الآلهة" و "أم لجميع الأطفال" في السجلات السومرية كانت تعتبر أم الملوك السومريين على سبيل المثال ذكر لوغال-زاغيسي الاومي ملك أوروك "رضعت من ثدي نينهرساج" ورغم أن أيا من النصوص لم تمثل نينهرساج كما بقرة لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة أن مشهد منتجات الألبان يصور في المعبد مخصص لها.
نلاحظ في النصوص المبكرة تناول الحليب الطازج( اللبن الأول من الغدد الثديية بعد الولادة غني في الأجسام المضادة ) من قبل الأطفال حديثي الولادة اتوقع أن هذا قد يكون حليب غني بشكل خاص ولكن لا يمكن على وجه اليقين تحديد المدى المتوقع في النصوص من أن هذه الممارسة شائعة في المجتمعات التقليدية 
نينهرساج
 المثير أن العلاقة بين نينهرساج ومنتجات الألبان غير واضحة لكن نرى مقطع من ترنيمة الى الالهة إنانا
d-ra ga-ĝen mi
أنا الحليب للإله 



العلامات السومرية للحليب ومنتجانه 


ga [الحليب/رضاعة] ( الاسرات المبكرة/لكش الثانية/أورالثالثة/في البابلية القديمة)




dimna [منتج الحليب]






ab2-ga [حليب البقر]





uzud-ga [حليب الماعز]



ga-gur3-ru [ناقل الحليب]



e2-ubur-ra
الحلب


imhur3 [الرغوة الحليب]




kisim5 [ اللبن الرائب]






i3 [ زبدة]

i3-nun [سمن الزبدة/الدهن الحر ]




i3-ab2 [سمن الزبدة/الدهن الحر ]




bir-gun3 [ الجبن]




ga-ar3 [ الجبن]




ga-murx [ الجبن]




gara2 [قشطة ]




ناصر العراقي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق