النهضة السومرية


(من كان الملك؟ ومن لم يكن الملك)
قد عمت الفوضى في البلاد بعد موت شر-كالي-شري ابن نرام-سين حفيد سرجون وهذا ما توجزه قائمة الملك السومرية (من كان الملك؟ ومن لم يكن الملك)
لقد فقدت دولة سلالة سرجون كثيرا من الاراضي لان حكم شر-كالي-شري بدأ تحت الضغط وأنتهى بأنهيارفهو لم يواجه الثورات بل واجه الغزوات حين هاجمه المغيرون من الجبال ومن عيلام ومن الفرات الاوسط  
على الرغم من ان التراث يزعم انه لم يكن سبب هجوم الكوتيين السبب الوحيد لأنهيار دولة سلالة سرجون لكن كان لهم قطع خطوط التجارة التي كانت مصدررخاء دولة السلالة لقد كانت لدولة السلالة العسكرية جيوش جرارة منظمة لم تكن تخشى من استخدامها وكثيرا ما كانت هذه الجيوش كإجراءات احتياطية  يلجأ الى تدمير حصون المدن التي يشك في أنها ستعاديها وتنصب حكام من غير أهلها لكن هذه الاجراءات تقلصت حين تعلمت المدن كيف تصدها لكن مع الكوتيين لا يوجد  تلميح الى مثل هذا الاجراء والسبب هو ان الكوتيين لم يكونوا مجموعة عرقية واحدة بل خليط وليس لديهم مدن كبرى يستقرون فيها وتشير اغلب المصادرفي سياق الالفية الثالثة ان موطنهم في المناطق الجنوبية الشرقية من كردستان..
كانت هجمات الكوتيين  على المدن التي تخضع لحكم سلالة سرجون اقنعت دويلات المدن أ جيوش هذه السلالة ليست بالقوة التي لا تقهر فكان هذا كافيا لاستعجال الاطاحة النهائية بحكم سلالة سرجون ..
لوح من أوما بسجل
لوغال-إناتوم حاكم أوما في عهد سيوم ماك الكوتيين
لا توجد تفاصيل عن حكم الكوتيين للبلاد الا القليل ولم تعرف سوى قلة قليلة من النقوش الكوتية ,وعندما وصلت سيطرة الكوتيين الى نهايتها بدأت دويلات المدن القديمة بأثبات وجودها وكان ابرزها لكش كذلك تدل نقوش اخرى على وجود عدة دويلات مدن مستقلة اخرى من بينها أوما وشورباك وأوروك وسميت هذه الفترة بعصر النهضة السومرية ..
أور-باوا حاكم لكش 
اخذت لكش استقلالها بعد جيل من شر-كالي -شري تحت حكم أور-باوا الذي سخر ثروة كافية لكي يبني أو يعيد بناء 10 معابد ويؤسس سلالة لكن هناك نقوش تفيد بانه قد سبق أور-باوا خمسة من الحكام في لكش تؤكد سنوات حكمهم ان لكش كانت تتمتع بأستقلال (يقترح البعض ان مؤسس السلالة الثانية في لكش هو أور-نينكرسو الاول تبعه بيري -كامي ولو-باوا و لو-غولا وكاكو ) هناك ايضا نقوش تعود الى حقبة سلالة سرجون يرد فيها ان لوغال-اوشمكال كاتب شر-كالي-شري انه حاكم سيربلا -لكش- وانه حكم لكش تحت حكم سلالة سرجون في حدود 2200 ق م ما اقترحه ان الاستقلال الفعلي للكش كان في عهد أور-باوا واستكمل في عهد كوديا اشهر وأقوى حكام لكش الثانية وبعده حكم ابنه أور-نينكرسو والى اخر حاكم من سلالة لكش الثانية نماخاني* حفيد كاكو وزوج ابنة أور-باوا ايضا الذي يرد في القوش ان أور-نمو هزمه 
مسمار أساس لنماخاني حاكم لكش
نعود لقائمة الملك حيث تورد ان الحاكم الذي توج ملكا بعد الاطاحة  بجموع الكوتيين هو أمير أوروك أوتو-حينكال حيث يصف أوتو-حينكال حملته في لوح يسمى لوح النصر وادعى فيه المسؤلية الشخصية عن تبديد جموع الكوتيين الذين يرد وصفهم {تلك الافعى ... عدو الآلهة الذين ملأوا البلاد بالشر }
لوح النصر 
فرض أوتو-حينكال ملوكيته على اجزاء من البلاد ومن ضمنها أورالتي كانت تتنافس مع أوروك قدما وثروة وعين فيها  شخص كحاكم هو أور-نمو بدأ أور-نمو حياته المهنية في أور حيث عينة أوتو-حنكال šagina (قائد عسكري/ حاكم عام) مسؤول عن الشؤون العسكرية في المدينة والمناطق المجاورة لها وبالنظر إلى سجلات الصدام بين أور ولكش حول المنطقة الحدودية التي تفصل بينهما يمكن للمرء أن يفترض أن أور-نمو لم يتابع سياسه سيده لكن حاول إنشاء قاعدة قوته الخاصة هذا ما يبدو أنه فعل على حساب دولة المدينة الأكثر ازدهارا والمؤثرة في سومر التي مارست في الفترة السابقة من التفكك بعد سقوط دولة سرجون السيطرة على الجزء الجنوبي الشرقي من سومر وكانت من بين المرشحين لتحقيق الهيمنة على كامل سومر كان لا بد من تسوية الصراع بين "رجل أور" واللكشيين من قبل أوتو-حنكال نفسه في دور الحكم بقرار لصالح لكش مما قد يشير لتهدئة طموحات موظفه العدوانية في أور على الرغم  ان أوتو-حنكال ايضا له جهود رامية إلى اكتساب مكانة بارزة في جنوب بلاد النهرين على سبيل المثال من خلال حكمة اعتماد لقب ملكي "ملك الجهات الأربعة (من العالم) وقد عاش فترة حكم قصيرة مما اتاح الى أور-نمو مواصلة سعيه للهيمنة دون إعاقة من التدخلات من المدير الكبيرليصبح حاكما على بلاد النهرين و معه بدأ عصر من الرخاء والرفاهية والنظام جزءا لا يتجزأ من الإطار الثابت لدولة إقليمية جديدة توحدت بها مدن بلاد النهرين للمرة الأخيرة في الألفية الثالثة هذا العصر استمر ما يقرب من مائة سنة وأنتهى بسبب مشاكل داخلية مطولة وكذلك عن طريق الضغط المتواصل من مختلف الشعوب المجاورة ما الذي يعنيني هنا هو دور أور-نمو في في خلق وتكوين هذه الدولة أور-نمو أسس سلالة في بلاد النهرين الكبرى في الألفية الثالثة وهو ما يسمى عموما وفقا لوضعها في قائمة الملك السومرية  سلالة أور الثالثة 
العودة الى قائمة الملك التي تقدم بطريقتها المعتادة مراكز القوة في البلاد  وهي تعطي ارقام  للحقبة الممتدة من موت نرام-سين وظهور الدولة التالية في أور

شر-كالي شري                   25 سنة
حقبة الاضطراب                3 سنوات
دودو                              21 سنة
شو-دورول                       15 سنة
سلالة أوروك الخامسة  5 ملوك 30 سنة
جموع الكوتيين                   91 سنة
اوتو-حيكال                        7,5سنة  

 هنا نفهم انه يوجد 167.5سنة بين نهاية حكم شر-كالي-شري وبداية أور الثالثة وهذا طويل جدا لكن التواريخ المكتوبة من فترة شر-كالي-شري تخبرنا ان الكوتيين كانوا موجودين في البلاد  في عهده لذلك السنوات 91  يجب ان تحسب من بداية حكمه  وليس بعد 30 سنة من حكم شو-دورول كذلك فترة حكم أوروك  متزامنه مع الكوتيين  وعلى هذا الاساس فانه  بين سقوط دولة سلالة سرجون وظهور دولة أور الثالثة  يزيد عن 66 سنة 
اور نمو يحمل في عرض احتفالي المجموعة الأولى من الطين لبناء المعبد الجديد
ملوك النهضة السومرية 
كوديا
أوتوحنكال
شولكي



*من المستحيل أقتفاء أثر في المصادر المتاحة حول الصراع من أجل الهيمنة يبدو أنه قد استغرق وقتا طويلا خصوصا في الجزء الأخير من عهد الحاكم كوديا وعهود  خلفائه التي ربما تتداخل مع السنوات الأولى من اور الثالثة كما في السنوات 10/11 عهد شولكي أو كما يبدو من مقدمة قانون أور-نمو خط 75 حيث يذكر أخر حاكم من سلالة لكش الثانية باسم نامخاني (Namḫani ) ولكن أيضا يوجد مجموعة من النصوص الإدارية التي تبين أنه لا يقل عن ثلاثة مسؤولين شاركوا في إدارة لكش بعد حكم كوديا وأبنه أور-نينكرسو حكموا حتى سنة   10 / 11من عهد شولكي وهم :بزيك/أور-كار/لوكال-إكدا ..

هذا يعني أنه إذا اختفت سلالة لكش الثانية مع صعود أور-نمو يجب أن يكون هناك فجوة ما يقرب من 13 عاما بين أول ظهور للحكام الثلاثة وبداية عهد أور-نمو وإذا أضيف 18 شنه فترة حكم أور-نمو بالإضافة إلى 10 / 11 عاما من شولكي (اضافة الى فترة كلا من بزيك/أور-كار/لوكال-إكدا على التوالي) فإن للمرء أن يلاحظ أنه يجب أن يكون حكموا حوالي 40 عاما وهو من غير المرجح للغاية وهكذا، يبدو أن الأدلة  تدعم فرضية وجود تداخل بين الاسرتين ومع ذلك، فإن التسلسل الزمني الداخلي للسلالة لكش بما في ذلك تلك الضروريات مثل العدد الدقيق للحكام وطول عهودهم والسند الدقيق وترتيب أسماء العام يعتقد أنهم ينتمون إلى أن سلالة الملوك وما إلى ذلك ما زال غير مؤكد مما يجعل محاولات لإنشاء التسلسل الزمني النسبي بين لكش الثانية وأور الثالثة صعب للغاية.

ناصر العراقي 

أقرأ تواريخ كوديا وأور-نمو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق